من أنا

صورتي
أنشئت هذه المدونة بناء على رغبة بعض الأحبة المخلصين الأوفياء؛ حتى تتسع دائرة مشاركاتي المتنوعة على الشبكة العنكبوتية؛ ولتعم الفائدة، وأيضا ليتدرب صاحبها على الكتابة الإبداعية ويستفيد من العلماء والباحثين الآخرين من دراساتهم وبحوثهم العلمية القيمة. فهذه المدونة تحتضن -إن شاء الله- الكتابات العلمية والأدبية والفكرية وتعرضها على قرائها الأجلاء، وتسمح لهم بالتعليق والرد والنقد البناء المنصف الذي يقصد من ورائه العلم والحق، ويتشرف بكل المداخلات العلمية والفكرية من قبل المتابعين.

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 25 يوليو 2017

رابط تحميل كتاب شرح العقيدة الطحاوية بتعليق الألباني: 📘📩
https://archive.org/download/wahttps://archive.org/download/waq54778/54778.pdfq54778/54778.pdf

الثلاثاء، 18 يوليو 2017

العلم ما لم يك يردفه أعمال ....ألمٌ بلا جرحٍ ينسه آمال . 🖌من قصيدة عزير رشيد

العلم ما لم يك يردفه أعمال
ألمٌ بلا جرحٍ ينسه آمال 
                                                        🖌من قصيدة عزير رشيد:


      🌹🌷🌹
العلم ما لم يكن يردفه أعمالٌ
ألمٌ بلا جرحٍ .....ينسيه آمالٌ
والوعظُ ما سالت به عين سامعه
لا ما سرى فيه النغمُ وخلخالُٰ
والوعظ ما انتفع بالوحي والحكمة
لا ما هو فيه........ نارٌ وزلزالُ
هذا الذي يسري في القلب والروح 
والأثر قد يبقى زمنًا وإجلالُ
لو وُجدُ من بعدُ قلبٌ ولم يصلُح
فاعلمْ بأنْ فسد، وعليه أقفالُ
والجسد لو نضج من دون إيمان
فالجسد يحتسبُ طٓلٌّ وأوحالُ
كالشجر لو نضرت من غير أثمار 
فهي على ذاك ....غابٌ وأدغالُ
وليحسنِ الشيخُ نيّتٓهُ والقلبٓ 
 فالمثمرُ الإخلاصُ لا لقبٌ وأخوالُ
يا طالب الدنيا! ارجع  إلى الله
لم ينفعْ يومٓ الدين جاهٌ وأموالُ
             🔹🔹
   (من شعر: أبي نائف عزير رشيد)

الاثنين، 17 يوليو 2017

بحث "وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على الفرد والمجتمع"

تلخيص بحث
(وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على الفرد والمجتمع)

بقلم: الأستاذ عزير رشيد هندي
باحث في جامعة الإمام، ومحاضر ضيف في جامعة دار الهدى، الهند

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين. وبعد
لقد أدى تسارع التطور التكنولوجي في منتصف التسعينيات من القرن الماضي إلى حدوث طفرة على كافة المستويات العلمية، وانطلاق ثورة حقيقية في عالم الاتصال؛ حيث انتشرت شبكة الإنترنت في أرجاء العالم التي ربطت العالم كله بأجزائه المترامية، و هو ما جعل العالم يشبه القرية الصغيرة .
ونظرا لأهميتها، ولعلاقته الشديدة بقضايا العصر المتأججة بالمنغصات، وبالمسائل المتكومة من الكآبة والاضطراب في الساحات الأمنية والاجتماعية والدعوية والتعليمة، حاولت أن أتعرض لهذا الموضوع المهم، فالكلام فيه ليس مبسوطا كما يستحقه، إلا أنني حاولت تغطية أهم الجوانب المتصلة بها بإيجاز.
مفهوم "وسائل التواصل الاجتماعي":
          التعريف الإجرائي لـ "وسائل التواصل الاجتماعي": يمكن لنا استنباطه من خلال التعريفات لكل كلمة على حدة: أن وسائل التواصل الاجتماعي هي: الطرق والأدوات التي يمكن بواسطتها تبادل المعلومات والمعارف وإيجاد علاقة إنسانية راقية، وهي تتضمن الوسائل التقليدية والحديثة الإلكترونية.
 ولكن كلامنا في هذا البحث سينطلق في النوع الثاني (الوسائل الإلكترونية الشبكية)، ومن هنا نجد لها عدة تعريفات، وأذكر هنا الأشهر منها وهو تعريف فايز الشهري يقول: "إنها منظومة من الشبكات الإلكترونية عبر الإنترنت تتيح للمشترك فيه إنشاء موقع خاص به، ومن ثم ربطه من خلال نظام اجتماعي إلكتروني مع أعضاء آخرين لديهم نفس الاهتمامات والهوايات"[1].
نشأة وسائل التواصل الاجتماعي وتطورها:
 ذهب أكثر الباحثين إلى أن أول ظهور لوسائل التواصل الاجتماعي في بداية التسعينيات الميلادية، ففي عام 1995م صمم راندي كونرادز موقع Classmates.com لمساعدة الزملاء الدارسين على التعارف المتبادل[2].
إلا أن هناك بعض الباحثين يحددون تاريخ ظهورها عام 1997م، بظهور الموقع الاجتماعي Sixdegrees.com وذهب إلى هذا الرأي: إلسون (Ellison)  وبويد (Boyed) [3]، ويميل إليه الدكتور حسني عوض في بحثه الذي أصدرته جامعة القدس المفتوحة[4].
وعلى كل توالى بعد ذلك تأسيس مواقع الشبكات الاجتماعية، إلى أن أصبحت هذه الشبكات تستقطب أكثر من ثلثي مستخدمي الانترنت، والنقلة الكبيرة في شبكات التواصل حدثت عام 2005م؛ حيث اشتهر موقع ماي اسبيس (My Space وموقع فيسبوك (Facebook) -الأشهر عالميا- [5].
أنواع وسائل التواصل الاجتماعي:
عند ما نعود إلى البحوث والدراسات التي أجريت في هذا الباب، ونغوص في عمقها؛ نجد أن المحللين والباحثين يصنفون هذه الوسائل والمواقع الاجتماعية في خمسة أنواع:
النوع الأول: ما يختص بالاتصالات وإيجاد المعلومات وتبادلها، ومن الأمثلة على هذا النوع:
-       المُدَوَّنات (Blogs): وهي منشورات على شبكة الويب تتألف بالدرجة الأولى من مقالات دورية[6]. ومن أشهرها: Blogger، Open Diary، Word Press.
-       المدونات الجزئية (Micro Blogs): و يميزها عن المدونات العادية صغر حجم كمية المعلومات (نصية، صورة، صوتية، ومرئية) المتداولة عليها، وأشهرها:تويتر ((Twitter، وقد أسس عام ٢٠٠٦م بجهود شركة (Obvious) الأمريكية عند إجراء بحث تطويري لخدمة التدوين[7].
-       مواقع الترابط الشبكي الاجتماعي: وأشهر هذه المواقع: [8].Orkut,Nimbuzz,Facebook,WhatsApp,Instegram
النوع الثاني: مواقع التعاون وبناء فرق العمل، ومنها: الويكي (Wiki) -ومن أفضلها: موقع (Wikipedia)-، ومواقع الأخبار الاجتماعية، ومواقع إدارة الملَفَّات وتحرير النصوص: ومن أشهرها: Drop box .
النوع الثالث: مواقع الوسائط المتعددة: ومنها:
-       مواقع التصوير والفن، ومن أشهرها: Flickr, Photobucket, Picasa .
-       مواقع مشاركة الفيديو والبث المباشر: ومنها: Viddler, Vimeo, YouTube, Dailymotion.
 وأشهرها موقع اليوتوب ((YouTube الذي أسسه في 14 فبراير سنة 2005 م ثلاثة موظفين سابقين من شركة باي بال (Pay Pal) هم: تشاد هيرلي، وستيف تشي ، وجاويدكريم في كاليفورنيا.
النوع الرابع: مواقع الرأي والاستعراض: ومنها: (Product reviews) و yahoo answers, Ask.com.
النوع الخامس: المواقع الترفيهية الاجتماعية: وهي تتضمن مواقع العوالم الافتراضية ومواقع الألعاب.
أولًا: آثارها الإيجابية (إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعي): إن وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة أدتْ دورا بارزا ومهِمًا في حياة الأفراد والمجتمعات في كثير من جوانب حياتهم: الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية والإعلامية والثقافية والأمنية والنفسية؛ وبالاختصار يذكر فيما يأتي أثرها الإيجابي في أهم مجالات حياة الفرد والمجتمع:
المجال الاجتماعي: فهذه الوسائل تساعد على استمرار التواصل بين المستخدمين على مدار الساعة؛ الأمر الذي يزيد في قوة الترابط بينهم، ومعرفة أخبارهم وتوطيد العلاقات من خلال تبادل التهاني بالمناسبات، والمواساة عند المصائب والملمات، وأداء الأعمال التطوعية والإنسانية المفيدة للمجتمع بيسر وسهولة[9].
وكذلك لها درو كبير في التأثير في سلوك أفراد المجتمع وإكسابهم قيما جديدة تشبع متطلبات العصر والمجتمع، وتساهم في التنمية المستدامة للأفراد والمجتمع روحيا ونفسيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا[10].
المجال السياسي: إن لهذه الوسائل دورا كبيرا في مجال السياسة؛ فهي موظفة من قبل أعضاء الأحزاب السياسية للدعاية، وحث الناس على التصويت، وكذلك تسعمل في استطلاع الرأي العام من المستخدمين لتصويت مرشح دون مرشح، كما حدث في أمريكا عام2008م في الانتخابات الرئاسية؛ حيث إن مجلة (ريدرز دايجست) تجري استطلاعا في الفيس بوك، والذي جاء فيه: باراك أوباما في المقدمة بنسبة 63%[11].
ومن وظائفها السياسية أيضا مناقشة المستخدمين همومهم المشتركة ومطالبهم من النظام الحاكم، وحشد الرأي العام خلف قضايا معينة للتأثير على متخذي القرار، كما حدث عام 2011م في الربيع العربي[12].
المجال الاقتصادي: لقد أصبحت هذه الوسائل نافذة اقتصادية؛ يستخدمها المؤهلون في البحث عن الوظائف، كما أنَّ الشركات تستخدمها لإعلان فرص العمل والوظائف الشاغرة لديها، والتعرفِ على رغبات المستهلكين، والبحث عن التنافس والأسواق المناسبة، والتسويقِ لمنتجاتها ودعايتها، بالرغم من أنها منخفضة التكلفة وسريعة الوصول إلى المستهلكين؛ وقد أثبتت الدراسات أنها أفضل أداة للتسويق والتسوق، وأن الفئة الكبيرة من الشباب يميلون إلى التسوق الإلكتروني عبر المواقع والتطبيقات أكثر من تجوالهم في الأسواق المعتادة والمحلات الثابتة [13].
المجال الديني: ليس بغائب عن أحدنا الدور الفاعل الذي يمكن أن تقوم به هذه الوسائل التكنولوجية في ساحة الدعوة، ونشر الثقافة الإسلامية في أرجاء العالم؛ حيث قررت الدراسات بأن هناك 19.2% من مستخدميها يتابعون البرامج والمواضيع الإسلامية دائما، ومنهم 28.9% يتابعونها أحيانا[14]، ولذا قام بعض الدعاة بواسطتها بالذب عن العقيدة الإسلامية ومكافحة الأفكار المشككة فيها من أصحاب التيارات الفكرية المنحرفة، وكشف افتراءاتهم على الإسلام من كل جوانبه، وفي الدعوة إلى الإصلاح في جميع مجالات الحياة[15].
المجال الإعلامي: إنَّ لوسائل التواصل الاجتماعي دورا بارزا في الوظيفة الإخبارية والإعلامية بمختلف أنواعها، وهي وظيفة يتم عن طريق ربط الشخص المتابع للأخبار بالعالم الخارجي؛ بحيث يستطيع معرفة ما يدور في هذا العالم دون عائق من حدود أو مسافة أو اختلاف لغة[16]، ويمكن له مناقشة هذه الأحداث وتحليلها وإضافة ما لديه من المستجدات إلى صفحته وصفحات الأصدقاء ؛ وأنها تتسم بميزات لا يمكن تواجدها في الوسائل التقليدية؛ وأهمها إمكانية المشاركة، المعلومات التفصيلية[17].
مجال الثقافة العامة والتعليم: تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي من أهم الوسائط لتبادل المعلومات الثقافية، فهي أفضل الطرق للحفظ وأسرعها استرجاعا؛ إضافة إلى امتيازاته التفاعلية التي تساهم في مضاعفة الاستفادة منها. واليوم أصبحت هذه الوسائل والمواقع سوقا علميا وثقافيا يجمع شتات المعرفة بين أنامل المستخدم، مثل الموسوعات العلمية، والتواصل بين الباحثين والمشرفين والأساتذة، ومن أهم السمات التي تتصف بها في هذا المجال سرعة الحصول على المعلومة، وقلة التعب والتكاليف وغيرها من المزايا، ولذا يكثر الإقبال عليها من قبل المؤسسات التعليمية والتربوية لتوصيل المعرفة إلى المتعلم وتحفيزه على البحث والتنقيب.
المجال الأمني: ولهذه الوسائل دور ملاحظ في استقرار أمن الدولة والمجتمع والفرد، فهي كما توفر الإرشادات ولوائح العمل لرجال الأمن في مختلف القطاعات الرسمية بأقصى سرعة، تقوم أيضا بتقريب المسافات بين الإعلام والأمن، وبتقديم النصح للمجتمع لحماية الأرواح والممتلكات العامة والخاصة،[18]، حتى أنها أصبحت أداة إيجابية رفيعة المستوى والمعنوية في نشر التوعية المرورية والأمنية والصحية، والتحذير من الفوضويات والضوضاءات الهادفة للأمن، ومراقبة الحسابات التي تضر اسقرار الدولة والمجتمع.
ثانيا: آثارها السلبية على الفرد والمجتمع:
لقد اتضح مما سبق أن هذه الوسائل الحديثة للتواصل لها العديد من الثمرات والفوائد التي تدِرُّ على الفرد والمجتمع في كل جانب من جوانب الحياة، بشرط أن تستخدم هذه الوسائل استخداما عقلانيا، أما إن كان استخدامنا لها مخالفًا لما هي له، وبشكل سلبي وعشوائي، فتعود  كارثة ومهلكة على الفرد والمجتمع بأسره؛ وفيما يأتي ذكر بعض الجوانب المتعرضة بمخاطرها الهدامة:
الجانب العقدي، والديني والأخلاقي: لا يخفى علينا ما ينشر في هذه الوسائل من قبل بعض المغربين والليبراليين والعلمانيين والمستشرقين من الشبهات حول العقيدة السمحة، ومن الأوهام الفكرية المنحرفة الضالة، وخاصة في العصر الراهن؛ لتضلييل الشباب المسلمين عن عقيدتهم الصحيحة ومنهجهم المستقيم، وقد لُوحظ أثر ذلك على كثير من الشباب المسلمين من تفاخرهم بالإلحاد في كتاباتهم وتغريداتهم، وشتم العلماء والخروج على ولاة الأمر، والتسلل لأماكن الفتن والحروب[19]، ولحاقهم بتنظيم "داعش" في سوريا، أقرب وأبرز مثال على ذلك.
          وكذلك أصبحت مسرحًا فسيحًا لنشر الإشاعات والأخبار الكاذبة، والهجمات الشرسة لتشويه سمعة الإسلام تحت شعارات براقة باسم الحرية والحقوق المسلوبة، وخاصة حقوق المرأة، والمساواة. وأيضا إن هذه الوسائل مزَّقت أقنعة حاجز التواصل بين الشباب والفتيات؛ مما أدى إلى التحرش والاغتصاب باسم الحب والعشق، وانتشار الزنا والفواحش.
الجانب الأسري والاجتماعي: فكما أنها تساعد على توطيد العلاقات، فقد تكون أحيانا سببا لحدوث مشاكل تؤدى إلى قطع العلاقات بين الأصدقاء، وفتك لحمة العلاقة الشرعية بين الزوجين، وهذا يحدث كثيرا على صفحات الفيس بوك، وعلى مجموعات "الواتس آب" والإنستغرام"، ولعل هذين التطبيقين من أخطر برامج مواقع التواصل الاجتماعي على الأسرة والمجتمع، وقد كشفت نتائج دراسات أن ثلث حالات الطلاق التي وقعت في بريطانيا عام 2011م كانت بسبب التواصل مع الأجنبيات عبر الفيس بوك[20].
          ويُرى أثره على الانقطاع الأسري أيضا؛ حيث يجلس كل عضو من أعضاء الأسرة منقطعا عن غيره منشغلا بجهازه الذكي في الدردشة وتصفح المواقع، فكأنَّ هذه الوسائل تحولت من وظيفة الاتصال إلى الانفصال.
الجانب الصحي: (ويشمل الصحة النفسية والصحة البدنية)؛ فقد خلقت هذه الوسائل بيئة حاضنة للأمراض النفسية والانطواء على الذات، أو بين أفراد معينين، رغم فساحة هذا العالم وتلك التقنية؛ ويشعر المستخدم  بالقلق والاضطراب الكدر والكآبة، كما يقول الدكتور كمبرلي يونغ في المدمنين عليها[21].
          وقد سببت كثرة الاستعمال لهذه الوسائل بمختلف أنواعها أمراضا جسدية مختلفة لدى الشباب والأطفال؛ ولكن الأطفال هم أكثر عرضة لها. ومن الأمراض التي يسسبها الاستعمال السيء لها: ضعف البصر، ومرض السكر والسمنة بسسب قلة حركات البدن، ويسبب الإرهاق والأرق الذي يؤدي إلى التعطل الفكري[22].
الجانب الثقافي والتعليمي: وقد يترتب على الاستعمال العشوائي وغير الجاد لهذه الوسائل انهيار ثقافة المستخدم، حيث إنه يتأثر بكثير من العادات والتقاليد الوافدة الغربية المنافية للثقافة الإسلامية التي تنشر على صفحات هذه الوسائل، وتغير كثيرا من جوانب حياته، وكذلك تضعف لغة المستخدم الذي يدردش مع أصدقائه الذين يستعملون اختصارات وأساليب وتعبيرات مختلفة تماما عن قواعد اللغة (العربية)، و لا شيء أهم من اللغة في ثقافة الإنسان؛ فإذا اندثرت ذهب كل شيء يحتفي به من الثقافة والمعرفة لأنها وعاء هذه الأفكار والمعارف.
          وبجانب ذلك ما نراه اليوم من استفحال ظاهرة التأخر عن المواعد الدراسية والاختبارية بسسب الاستخدام العشوائي لها، ما يؤدي إلى الفضل في الدراسة والإخفاق في الاختبارات، وبالتالي ينحط المعدل[23].
الجانب الاقتصادي والمهني: لا يخفى علينا ما يهدر من الأموال على هذه الوسائل الشبكية وللاشتراك بها على مختلف أجهزة الاتصال، و في التسوق الإلكتروني عبر مواقع التسويق الخادعة بالإعلانات المفخمة الكاذبة.
          ولا ينحصر ضررها على المستخدم في إضاعة المال فقط، بل يتعدى إلى حياته المستقبلية، فعندما يبحث عن وظيفة أو عمل لا يجد ما يرضيه؛ لأنه قد شارك بكل خصوصياته ومنها ما يجب حجبها عن الناس من عاداته وطبائعه، كما أظهرت الدراسات أن 54% من المشاركات توضح الضعف اللغوى للمستخدمين، و 61% منها تظهر الألفاظ غير اللائقة لهم بالإضافة إلى المحتويات الأخرى التى تعتبر خارجة ويرفضها أرباب العمل[24].
          هذا ما يتعلق بالمستخدمم نفسه، أما من حيث المجتمع وبيئة العمل، فهو أشد من هذا؛ إذا أن الاستخدام الخاطئ لها قد يؤدي إلى خسارة كبيرة لأصحاب الأعمال والشركات والمنظمات المالية الربحية وذلك بسسب تضييع مؤظفيهما وعمالها أوقاتهم في استخدام هذه الوسائل وقت العمل والدوام، كما أثبتت إحصائية أن الشركات الأميركية تخسر 175 مليون دولار يومياً مقابل ساعات العمل التي يضيعها موظفوها[25].
الجانب الأمني: قد تكون وسائل التواصل الاجتماعي خطرا على صاحبها وغيره؛ إذ يلاحظ أن كثيرا من الناس قتلتْهم متابعة الواتسب والتويتر والإنستغرام أثناء قيادة السيارات في الشوارع، فكم من أطفال أصبحوا يتامى وكم من نساء صرن أرامل بسبب انشغال هؤلا ء الناس بالجهاز عن القيادة.
          وقد تهدد هذه الوسائل أمن صاحبها وسلامته؛ لأنه فقدَ الخصوصية عندما شارك بملفاته الشخصية لعرض جميع بياناته من عنوان السكن والجامعة والوظيفة والحالة الاجتماعية، ومن الممكن أن يستغل بعض المحتالين هذه المعلومات لاستغلالهم ومنافعهم الذاتية، لأن هذه المواقع والوسائل الإلكترونية ليست قطعية الأمان والسر، كما يوجد أن بعض المواقع الاجتماعية تشير إلى ذلك عند التعليق والمشاركة، مثل تصريح موقع  الفيس بوك عن سياسة السرية الرسمية عند المشاركة والتعليق: أن الموقع ليس مأمونًا من الاختراق على وجه التمام [26].
          وقد تكون سببا في انهيار أمن المجتمع بل والدول وسياسات الحكومات كلها؛ إذ تقع حسابات بعض الحكومات والأحزاب السياسية ضحية للأعداء ، كما نشرت صحية(فاينانشيال تايمز) أن أكثر من مئة دولة تستخدم هذه المواقع للتجسس ومعرفة نقاط القوة والضعف لخصومها، وفيها أن مواقع وزارة الدفاع الأمريكية تعرضت للقنص ، وكذلك تم اختراق أنظمة الحاسوب الحكومية في أستراليا ونيوزيلندا والهند من قبل الهاكرز[27].
          مقترحات لتعزيز الآثارالإيجابية، وتقليص سلبياتها (ما يجب التزامها على المستخدم):
-       تأمين الحساب والصفحة على الويب من الدخول غير المسموح  والاختراق، والتأكد من شخصية من يريدإضافته إلى قائمة الأصدقاء، والانتباه الكامل في نشر البيانات الشخصية –لا يزود ملفه برقم الجوال.
-       التقيد بالقيم الدينية أثناء استخدام هذه الوسائل، الاستخدام العقلاني لوسائل الاتصال.
-       احترام الآخرين، والانتباه الكامل عند التعليق على مستخدم آخر؛ حتى لا يسيء إليه ذلك التعليق.
-       العلم بأن التعليقات والتغريدات والمشاركات سوف تبقى طويلة على الشبكة في الغالب.
-       الاحتياط في وضع الصور والمشاركات على المواقع؛ لأن هناك بعض المواقع مفتوحة للجميع[28].
-       عدم مقابلة شخص أجنبي جرى معه الكلام على الإنترنت في خلوة
          وما يجب على الهيئات والمنظمات تعاطيها:
-       العمل على التوعية بأهمية وسائل التواصل الاجتماعي، والتعريف بالمستويات الاجتماعية المتباينة، وأهمية التعبير عن الأفكار والآراء الشخصية بحدود الأدب والذوق العام واحترام الآخر، وثقافة الحوار والتفاعل مع القضايا والأحداث بشكل إيجابي.
-       إثراء الحوارات الهادفة، من خلال الأطروحات التي يتم تداولها ونقاشها بأسلوب علمي وحضاري لسد الباب أمام أصحاب الفكر المنحرف ثقافيًا وأخلاقيًا وسياسيًا، ممن يسعون لنشر فسادهم وحثالة أفكارهم والتغرير بالشباب عبر تلك المواقع.
-       عرض تجارب الآخرين الذين تعرضوا للأذى عن طريق هذه الأجهزة التكنولوجية
-       ترسيخ كل معاني الإنسانية وطرق الحفاظ على حرارة العلاقات الاجتماعية والأسرية وعلى الوقت.
-       عدم الاعتماد على الإعلام بنسبة كبيرة في تربية الأبناء، والتوعية بالمرحلة العمرية للمستخدمين.
-       الرقابة الأسرية، والرقابة من الجهات المزودة للخدمة، والجهات الرسمية بضبط تلك المواقع من الناحية الفنية والتقنية من الفوضى العارمة التي تعيشها، وتفعيل قوانين ردع صارمة، وآليات تقنين نافذة.
هذه كانت إشارة خفيفة بمثابة نبراس ضئيل في طريق وعرة لبعض النواحي المهمة ذات علاقة بوسائل التواصل الاجتماعي، ومحاولة لتقديم بعض الحلول التي استخلصتها بعد تصفح أوراق كثيرة مطبوعة وإلكترونية، وهي -بالجملة- آراء قد تعبر عن رؤيتي تجاه هذه الوسائل، ولكم ما ترون في هذا الصدد.           وختاما أسأل الله (عز وجل) أن يوفقنا للاستخدام الإيجابي لهذه الوسائل، وأن يجنبنا من كيد الشيطان، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجميعن.
أبو نايف عزير رشيد
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض


[1] ) الفيس بوك والشاب العربي/ لليلى جرار، ص37، دار الفلاح للنشر والتوزيع، الكويت، الطبعة الأولى:2012م.
[2] )ينظر: تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على جمهور المتلقين، لـ محمد المنصور، الأكاديمية العربية في الدنمارك، 2012م، ص:-77-
[3] ) Social Network Sites: Definition, History, and Scholarship ص/ 4 ، جامعة كاليفورنيا.
[4] ) أثر مواقع التواصل الاجتماعي في تنمية المسؤولية المجتمعية لدى الشباب، ص 4 ، موجود على الشبكة بصيغة pdf بدون غلاف.
[5] )  الإعلام الجديد (شبكات التواصل الاجتماعي) للأستاذ. على خليل شقرة، ص: 58، الناشر: دار أسامة للنشر - الأردن،: 2014م، ص/58.
[6] ) الإعلام الجديد ص103.
[7] ) أثر استخدام شبكات التواصل الإلكترونية على العلاقات الاجتماعية:فبسبوك وتويتر أنموذجا، رسالة الطالبة:حنان شعشوع الشهري ص:32، جامعة الملك عبد العزيز، 1433هـ.
[8] (بحث منشور في موقع يمن المستقبل، والرابط: http://www.yemenfuture.net/index/shownewsdetails/380
[9] ) أثر مواقع التواصل الاجتماعي في تنمية المسؤولية المجتمعية لدى الشباب، ص10، موجود على الشبكة بصيغة pdf بدون غلاف.
[10] ) الإعلام الجديد وشبكات التواصل ..ص35
[11] ) فضائح فيس بوك، ص60-63.
[12] ) التوظيف السياسي لمواقع التواصل الاجتماعي، ص:2 مقال للدكتورة رانيا مكرم، على موقع المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية، القاهرة / http://www.rcssmideast.org/Article/)2692
[13] ) ينظر: الآثار الاجتماعية للإنترنت، ص733، د.عبد المحسن بن أحمد العصيمي/الناشر:قرطبة للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى:1425هـ،
[14] ) ينظر: الآثار الاجتماعية للإنترنت ص590- 591
[15] ) ينظر: الإعلام الجديد(شبكات التواصل الاجتماعي)، ص36.
[16] ) الإعلام الجديد (شبكات التواصل الاجتماعي)، ص14.
[17] ) الآثار الاجتماعية للإنترنت ص:572.
[18]) دور وسائل الإعلام الحديثة في التوعية ومواجهة الأزمات الأمنية د. وجدي حلمي عيد عبد الظاهر/ ص1، منشور على موقع جامعة أم القرى.
[19] ) ينظر:(مواقع التواصل الاجتماعية ... بين الإيجابيات والسلبيات / أبوعبدالعزيزسليمان بن صالح المطرودي، نشر في 7/4/2014م على مدونته.
( [20] الإعلام الجديد (شبكات التواصل الاجتماعي)، ص70.
[21] ) الإدمان على الإنترنت، ص:39.
[22] ) بحث لديليالا فالكون   "Negative Effects Of Social Media On Your Health" نشر في 10/2/2013م  على موقع: www.symptomfind.com
[23] ) موقع الرياض. كوم الإلكتروني ،11/9/2013م.
[24] ) المرجع السابق.
[25] ) احترس..فيس بوك من أسباب ضياع الوقت، مقال نشر يوم 16/5/2014م على موقع الوطن.كوم
[26] ) فايسبوك للجميع، ألين أوليغ عوكي، ص65/ بيروت ، الدار ا لعربية للعلوم ناشرون، الطبيعة الأولى، 2009م.
[27] ) فضائح فيس بوك، ص243-245.
[28] ) The Social and Psychological Impact of Online Social Networking  ص4، ليز تومس وباول ريفير/ أستراليا، 2010م.

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More